إثر دقائق قليلة من الانتظار اتصلت مضيفة الاستقبال بالكاتبة الخاصة للأستاذ "كتان" لتعلمها بوجودنا
في بهو الانتظار...لم يتخلف ركب هذه الخبيرة بفنون الاستقبال و"التوزيع" !!! فقد أطلت سريعا
واقتربت منا وبلهجة قاطعة ونافذة أخبرتنا أن "الأستاذ" منشغل وقتها ولا يمكنه استقبالنا ولا الحديث
إلينا...بدا واضحا أنها تنقل رسالة لا تقبل النقاش !!...رغم ذلك أعدنا الكرة وجددنا طلب تحديد موعد
في وقت لاحق..لكن الكاتبة كانت متأكدة من رفض المحامي مقابلتنا والحديث الينا إذ امتنعت عن تبليغ
اقتراحنا إلى مؤجرها وكممت المحاولة قائلة: "لقد أعلمتكم أنه مشغول ولا يمكنه لقاؤكم الآن ولا في
وقت آخر..."
بعد استراحة في إحدى مقاهي الدور الأرضي من مركب West Mount قررنا خوض محاولة أخيرة
والاتصال هاتفيا بالأستاذ الممتنع فقد كان بحوزتنا رقمه الذي تسلمناه من "العصفور" في مقهى
قرطاج...وبطريقة لا تدع مجالا لمواصلة الحوار نطق "كتان" فقال: "السيد بلحسن الطرابلسي لم يعد
حريفي، أنا لم أعد انوبه...لذلك لا يمكن أن أفيدكم بشيء..ثم أنا مطالب بالمحافظة على السر
المهني..أرجوكم التفهم..." وانتهت المكالمة...
هذا الامتناع عن التعاون لم يوصد أبواب المحاولة فعنوان الأستاذ التونسي "كمال البلطي" كان وجهتنا
الجديدة بعد تحديد موعد مسائي في مكتبه...
الأستاذ "البلطي" مارس المحاماة في تونس إلى حدود سنة 2001 وكان من أعضاء الهيئة الوطنية
للمحامين لكنه ضاق بالعيش في أجواء تونس في ذلك الزمن فاختار الهجرة إلى كندا واضطر إلى إعادة
دراسة القانون بها حتى يسمح له بالممارسة...عزيمته كسبت الرهان واختصرت المسافة وتمكن من ختم
برنامج 3 سنوات من الدراسة في عامين فقط...
الأستاذ "البلطي" متابع لتطورات قضية "بلحسن الطرابلسي" وكيفية تعامل السلطات الكندية مع ملفه يقول
:"لقد مُكن هذا الرجل من الوقت الكافي لتوضيب أوضاعه بالشكل الذي أراده...فالسلطات التونسية
انشغلت بأجواء تنظيم البلاد في الداخل !..والملف الذي تم إرساله في بداية شهر مارس الماضي لا يمكن
أن يكون فاعلا قانونيا لأنه خال من المؤيدات والأدلة...والقرار الذي اتخذه البرلمان الكندي بشأن حجز
الأملاك والأموال المشبوهة المصدر كان استجابة للضغط الذي مارسته الجالية التونسية واهتمام وسائل
الإعلام الكندية بثورة تونس"..ويضيف الأستاذ "البلطي" : "أعتقد أن أموال بلحسن في مأمن فقد تكون
في "الكوت دي فوار" أو في "الإمارات" لا أحد يعلم فهو محاط بشبكة من الشركاء الأقوياء والفاعلين
وله صداقات...يتحدث الناس عن علاقته بالتاجر اللبناني "سامي fruit" لكن أظن أنه على علاقة أيضا
بأحد كبار رجال الأعمال في مونريال وهو لبناني يدعى "أدونيس" لكن العلاقات والأموال لا تكفي
لحمايته من التتبعات حين تتوفر الأدلة...السلطات الكندية سحبت منه بطاقة إقامته لأنه لم يقم على
أراضيها لمدة 420 يوما بصفة متواصلة وقد تقدم بطلب اللجوء إليها وهو إجراء قد تتطلب إجراءات
درسه سنوات طويلة...إضافة إلى أن "كندا" لن تسلمه إلى تونس على اعتبار أن حرية الدفاع عن
المتهمين غير مضمونة حيث رفض المحامون هناك الدفاع عن "عماد الطرابلسي" لكن بإمكان الدولة
التونسية أن ترسل ما يفيد ارتشاء بلحسن وضلوعه في تهريب الآثار كما أنه بإمكان القانون الكندي
اعتماد شهادات من تعرضوا للتهديد والتعذيب والإرهاب الجسدي بصفة مباشرة أو غيرها من طرف
"بلحسن الطرابلسي" لفتح بحث قد يساهم في القبض عليه وقد سبق أن وجهت نداء عبر حديث في إحدى
الإذاعات الخاصة في تونس للمواطنين الذين استهدفوا بالتعذيب المذكور لتقديم شهاداتهم لكن لم نسجل
تجاوبا مع ذلك النداء فهل أن سلطة الطرابلسية مازالت قائمة أم أن ضحايا بلحسن يفضلون التخفي؟؟ أنا
أجدد من خلال هذا الحديث دعوة كل من له شهادة صادقة وإثباتات حول تورط بلحسن في مثل
التجاوزات التي سبق ذكرها إلى الاتصال بنا لسماع شهادته وتسجيلها قضائيا لأنها حجة قادرة على
الإيقاع ببلحسن أكثر من وسائل التتبع الأخرى !!!
الأستاذ "البلطي" تحدث بانبهار عن أجواء العدالة في كندا متمنيا الاستفادة من قوانينها من طرف العدالة
في تونس في فترة ما بعد الثورة...جلسات المحاكم يتم تسجيلها والتحري و دراسة أبسط الملفات قد
تطلب سنوات.....
بلغنا دعوة الأستاذ "البلطي" علها تجد الخيط الذي نبحث عنه جميعا...
التونسيون في كندا متواجدون بكثرة والتونسيات كذلك...فمن لطيف الصدف أن محل الحلاقة الذي دخلته
في أحد شوارع وسط مدينة مونريال كان لأحد المهاجرين التونسيين وهو يشهد إقبالا كبيرا إذ يصعب
الظفر بموعد حلاقة لديه...وحتى مهام حلاقة اللحية فقد أوكلها لسيدة أوكرانية اختصت في المهنة !
مصادرنا الخبيرة كشفت في استعراض عارض لأخبار التونسيين هناك أن المنتج والمنشط التلفزي
"سامي الفهري" سبق له أن استقر بمونريال وذلك......