استعرضت باحثة أكاديمية منيرة هماني العيفة مضامين بحثها الذي أسفر عن اكتشاف علمي كبير في
مجال التعرف على جينة جديدة تتسبب في مرض وراثي يصيب العين وذلك خلال مائدة مستديرة حول
التكوين الجيني للعين نظمت يوم السبت بالكريديف في إطار يوم العلم .
وشرحت الباحثة في مجال الوراثة الجزئية البشرية وأستاذة محاضرة بكلية العلوم بصفاقس تداعيات
الإصابة بهذا الجين الذي يؤدي إلى صعوبات في البصر تليها مضاعفات ثانوية كارتفاع ضغط العينين
وصولا إلى انهيار غشاء الشبكية ".
وقالت السيدة العيفة إن "هذا الاكتشاف كان ثمرة بحث تواصل ثماني سنوات حللت خلالها العوامل
الوراثية المتسببة في هذه العاهة لدى ست عائلات تميزت بكثرة اللجوء الى زواج الأقارب".
هذه الدراسة توصلت في مراحلها الأولى عام 2009 إلى تحديد موضع الجينة الموروثة، وذلك
بالتعاون مع فريق بحث سويدي. وفي مرحلة ثانية تمكنت من تحديد هوية الجينة في إطار عمل مشترك
مع فريق بحث أمريكي، بحسب الباحثة التي أوضحت "ان التعرف على هذه الجينات يساعد على فهم
المراحل الأولى لتكوين العين الطبيعية وبالتالي تشخيص دقيق للخلل الجيني ما يفتح المجال لإمكانية
معالجته في المستقبل".
يذكر أن نتائج هذا البحث نشرت أخيرا في مقال علمي بمجلة "نايتشر جيناتيكس" التي تتصدر المجلات
العلمية المختصة في هذا المجال حول العالم. كما ان السيدة العيفة حصلت على جائزة اليونسكو"لوريال
لسنة 2002 للنساء الباحثات في المجال العلمي عن كامل البلدان العربية.
وكان استاذ التعليم العالي اختصاص وراثة جزئية بشرية حمادي العيادي تحدث في مستهل المائدة
المستديرة، عن مراحل تطور البحث الجيني في تونس وقال إن هذا الضرب من البحوث انتقل إلى البلاد
"منذ عدة سنوات لإرساء أرضية تكنولوجية تمكن من اكتشاف الجينات المسؤولة عن الأمراض
الوراثية وحسن استغلال هذه التكنولوجيا لفائدة الوطن".
إلى ذلك أوضح أن الاكتشافات في مجال الجينات يمكن تطبيقها على مختلف المجالات العلمية الأخرى
على غرار البحث في علم النباتات واكتشاف فصائل جديدة وكذلك الشأن بالنسبة لقطاع الحيوانات.
وقد أكدت وزيرة شؤون المرأة ليليا العبيدي في كلمة افتتاحية "مدى أهمية هذه المائدة المستديرة وما
تطرحه من مواضيع على درجة من الأهمية" مشددة على اهتمام الوزارة بكل المواضيع التي تهم المرأة
ولا سيما تألقها في مختلف المجالات العلمية.
وأضافت ان البحث العلمي مجال مهم للتميز على الصعيدين الوطني والعالمي مؤكدة ضرورة تعزيز هذا
المجال لا سيما من خلال نشر نتائج البحوث لدى العموم.
نظم المائدة المستديرة الإدارة العامة لشؤون المرأة والأسرة تحت شعار "المرأة المبدعة في المجال
العلمي" التكوين الجيني للعين" بالتنسيق مع مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة
"الكريديف".