باردو 30 مارس 2011 (وات) أعلن الأستاذ عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف
الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال الديمقراطي بعد نقاشات حادة وجدل كبير، عن رفع جلسة مجلس
الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة المنعقدة عشية الأربعاء بمقر مجلس المستشارين مهددا بالإستقالة من
رئاسة الهيئة وذلك قبل أن يغادر القاعة في حالة انفعال.
وقال قبيل مغادرته القاعة أن هناك بعض الأعضاء في مجلس الهيئة لهم إرادة واضحة في تأجيل
انتخابات المجلس التأسيسي مضيفا قوله "بصفتي رئيس الهيئة العليا أرفض أن أكون جزءا من هذه
العملية كما أرفض هذا التوجه لأنني أعمل من موقعي على تحقيق إرادة الشعب."
وتابع بن عاشور يقول "إذا كان البعض يريد تعطيل المسار الإنتخابي فإنني سأقدم استقالتي من رئاسة
الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة" وذلك قبل أن يغادر قاعة الجلسات ثم مقر مجلس المستشارين
يذكر أن توجهات العمل الحكومي خلال هذه الايام خاصة في ما يتصل بتعيين وزير داخلية جديد قد
استقطبت النقاشات في بداية مداولات ومناقشات هذه الجلسة.
فقد أعرب عدد كبير من أعضاء مجلس الهيئة عن رفضهم لقرار الوزير الأول بالحكومة المؤقتة تعيين
الحبيب الصيد وزيرا للداخلية سيما وان هذا التعيين جاء من دون الأخذ برأي الهيئة وفق ما جاء في
الفصل الثاني من المرسوم المتعلق بإحداثها حسب تعبيرهم ملاحظين أن وزير الداخلية الجديد يعد من
رموز النظام السابق.
كما استأثر مشكل عدم استكمال تمثيل الجهات صلب مجلس الهيئة، والتركيز في مداولاتها على الجانب
الفني، اي دراسة مشاريع المراسيم والقوانين على حساب الجانب السياسي بحيز هام من هذه النقاشات.
وفي رده على هذه التدخلات أفاد عياض بن عاشور انه ستعقد جلسة يوم الاثنين القادم بين الأعضاء
والوزير الأول الباجي قائد السبسي لمناقشة مختلف القضايا السياسية مضيفا أن هذه اللقاءات ستصبح
دورية وسيتم ضبط روزنامة للغرض.
وأكد من جهة أخرى ان انتخابات المجلس التأسيسي ليست مطلبا اعتباطيا كما يعتقد البعض بل هي
مطلب شعبي لا يجب تأجيله موءكدا ان "الشعب هو الذي فرض على الحكومة هذا الموعد".
وفي ما يتعلق بتمثيلية الجهات صلب مجلس الهيئة اوضح بن عاشور أنه من المتوقع التوصل غدا
الخميس إلى ضبط القائمة النهائية لممثلي الجهات لتنطلق الهيئة في العمل بكافة أعضائها في اقرب
الآجال.